الخميس، 4 أكتوبر 2012

ناحَ الحَمَـامُ




نَاحَ الحَمَــــــامُ ، فَهَـــــــــــزَّ فِيَّ غَرَامــــــــا
وَسَقَى الهَـــــــوَى جُرْحــــــاً بِهِ يَتَنَـــــــامَى


مَاذا جَنَيْـــــــــــتُ أيَا حَمَـــــــــــامُ لِتُسْجِعِي
ألْحَــــــــــانَ حُزْنٍ ، هَيَّجَــــــــــــــتْ آلاما


هِيضَ الجَنَاحُ ، فَهَلْ سَيُرَأبُ صَدْعُنــــــــــا
إِنْ كَانَ بُعْــــــــــدٌ لِلحَبِيبِ لِزَامَـــــــــــــــــا


مَنْ لِلفَتَى المَحْــــــــــــــرُومِ حِينَ تَدَافَعَــتْ
أحْزَانُهُ ، وَغَـــــدا الشَّــــرابُ زُؤامَـــــا ؟!


مَنْ لِلعَدَالَةِ حِينَ أُحْــــــــــرَمُ نَظـــــــــــرًة
تَاهَتْ ، وَمَلَّتْ فِي الطَّرِيقِ زِحَامـــــا ؟!!


مَنْ لِلفَتَى المُشْتــــــــــــاقِ حِينَ تَــــــؤُزُّهُ
أشْوَاقُـــــهُ ، وَيُكَابِدُ الأسْقامـــــــــــا ؟!!


مَا حِيلتِي إلا اجْتِرارُ تَســـــــــــــــــــاؤلِي
فَالكُّلُّ فِي مِحْرَابِهِ قَدْ هَامــــــــــــــــــــــا


مَاذا أقولُ ؟! رَحَلتُ ، أرْجــــو مَسلكًا
وَعَلى فِرَاشِي أسْتَقِي الأوْهَامـــــــــــــــا


أينَ السَّبيلُ ؟! أَخَــــــــــالُ أنَّ نِهايـًة
كَادَتْ تُطَــوِّقُ بِالأسـَى الأيَّامــــــــــــا


وَقَفـــــَتْ حُرُوفي ، وَاسْتَطَارَتْ مُهْجَتِي
صَارَ المَنَــــــــــــامُ عَلى المَشُوقِ حَرَاما


قَدْ كُنْتُ أرْجُو أنْ ألُـــوذَ بِغَفْــــــــــوَةٍ
رُبَمَا يَـــــــــــزُورُ حَبِيبِيَ الأحْلَامـــــــا


حَتَّى إذا دَلَفَ القُنُـــــــــوطُ بِسَاحَتِي
صَمَتَ الحَمَامُ ، فَجِئْتُهُ اسْتَفْهَامَـــــــــــــا

فَإِذا بِهِ هَمْــــــــــسٌ لِخَطْــــــــــوٍ زَارَنِي
خَفَقَ الفُؤادُ سَعَـــــــادًة وَهُيَامَــــــــــــــا


عَادُوا ، فَعَادَتْ لِلهَــــــــــــــوى أمْجَـــــادُهُ
وَالشِّعْرُ بِتُّ أصُـــــــــــــوغُهُ إِلهَامَـــــــــــــا


يا سَلْوَةَ المُشْتَاقِ ، يا طِبَّ الجَـــــــــوَى
يَا زَهْرة نَفَحَـــــــــــــــتْ لَنَا الأنْسَامَـــــــا


يا بَسْمَةً هِي فِي الشِّفَــــــــــــــــاهِ مَحَلُّهــــا
وَقَتِيلُهَا بَيْنَ السُّطُـــــــــــــــــــــورِ تَرَامَــى


يا دَمْعَة الحُبِّ الدَّفِينِ تَحـَـــــــــــــــــدَّرَتْ
فَوْقَ الخُدُودِ تَوَجُّـــــــــــدًا وَغَرَامَـــــــــــا


يَا نَبْضَ هَذا القَلْبِ مِلءَ عُرُوقِـــــــــــهِ
يَا صَفْحَــــــــــةً أعْيَتْ هُنَا الأقْلامَــــــــا

قُولِي – بِرَبِّكِ – مَا حِكَايَةُ غُرْبَةٍ
أَلْقَتْ عَلى قَلْبِي الكَسِيرِ سِهَامَا ؟


قُولِي – فَدَيْتُكِ - حَدِّثِينِي عَنْ رُؤَى
ذَاكَ الغِيَابِ ، فَقَدْ أَحَلَّ سِقَاما


وَتَهَتَّكَتْ أوْصَالُ آخِرِ لَحْظَةٍ
وَغَدَتْ حُرُوفُ الحُبِّ فِيَّ كِلامَا


يَكْفِي – فَدَيْتُكِ – كَمْ شَتَاتٍ هَزَّنِي
سَكَبَ الفِرَاقُ عَلَى الدُّرُوبِ ظَلاما


لا تَتْرُكِي هَذا الفُؤادَ مُجَنْدلًا
كَمْ أَسْعَدَتْ هَذِي الجِرَاحُ لِئَاما


كُونِي هُنا بِالقُرْبِ بَيْنَ جَوَانِحِي
فَالقَلْبُ يَعْزِفُ حُبَّهُ أنْغَامَا


وَلْتُطْفِئِي جَمْرَ الغِيَابِ ، فِإِنَّنِي
مَا عُدْتُ أقْوَى أنْ أخُوضَ ضِرَاما

هَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذا فُؤادِي فَاسْكُنِيــــــــــــــــــــــــــهِ ، فَإِنَّـــــــــــــــــــــــــــــهُ
ذّاقَ الأَســــــــــــــــــــــــى فِي غُصَّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــةٍ أعْوَامَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا