السبت، 15 سبتمبر 2012

ومبكرا كان الرحيل

 
 
يسَّر الله لي أن أقوم بتسجيل القصيدة الصوتية الثانية

وذلك نزولا عند رغبات ملحة من نفسي أولا ، ثم من أحبتي

وكنت مترددا أي نص أسجل

ولكن بعد استشارة وتفكر ، رست سفينة الاختيار على قصيدة

ومبكرا كان الرحيل

أهديها إلى روح أبي التي ما زالت تسكنني مع كل نفس ..
 
ولا يفوتني أن أشكر المهندس الرائع / نبيل الذيب .
هنا تجدون القصيدة

http://db.tt/gIhl5tSp

أرجو من الجميع نشر الرابط كيفما يستطيع ، ولمن يحب ..

بانتظار آراءكم وتوجيهاتكم
..


الخميس، 6 سبتمبر 2012

وَمُبَكِّرًا كانَ الرَّحِيلُ

 
 
 

لســـــتُ أدري أيُّ أمـــــــــرٍ أفزَعَـــــــكْ

 فارتضيـــــتَ اليــــــــــومَ ألا أسْمَعَـــــكْ

واشتهيـــــتَ الصَّمــتَ ، مهلاً ، يا أبي :

قبلَ هذا البُعـــــــــدِ هَـــبْ لي مَدْمَعَــــــكْ

لَسْــــــتُ أقــــــــــــوى يا فُؤادِي أنْ أرى

كُـــــلَّ مــا حَولي – سَرِيعًا – وَدَّعَـــــــكْ

أقبــــــلَ النَّخْــــــــــلُ ، وَكَمْ عَانَقتَــــهُ !!

مِنْ بَعِيدٍ يَتَحَــــــــــــرَّى مَطْلَعَــــــــــــــكْ

وَخَرِيرُ المـــــــــــــاءِ في جَدْوَلِــــــــــــهِ

لمْ يُصافِــــــــحْ مِن سِنينٍ إِصْبَعَـــــــــــكْ

وَالعَصَافِيــــــــرُ التـــي هَازَجْتَهــــــــــــا

لمْ تُغنِّــي سَاعَــــــــــةَ البَيْنِ مَعَـــــــــــكْ

يا إِلهِـــــــــــــي وَضُلوعِــــــــي صَوَّتَـتْ

كُنْتَ تُثْنِي لــــــــــي حنانًا أضْلُعَــــــــــكْ
 

كُنـــــــــــتَ تُؤوينـــــــــي لـدِفْءٍ وارفٍ

( يا صَغِيــري اليَومَ مَاذا أوْجَعَــــكْ ؟ )

 أشْتَهِيهــــــــــــــــا يا أبــي لَوْ هَدْهَدَتْ

هذهِ الأحْرُفُ قلبــــــــــًا شَيَّعَــــــــــــــكْ

 كُنتَ تَرْنُو بِابْتِســــــــــــامٍ ساحـــــــــرٍ

وَتُوارِي مِنْ عَنَـــــــــــــاءٍ أدْمُعَـــــــــكْ

 كُنْتَ طِفــــلاً ، كُنْتَ قلبًا طاهِــــــــــــرًا

لَيْتَ ( لَيْتَ ) يا أبـــي أنْ تُرْجِعَــــــــــكْ

 هَبَّ ذاكَ الفَجْــــــــــــــرُ مِنْ غَفْوَتِــــهِ

وَصَهِيلُ المَوْتِ يُغْـــــرِي مَسْمَعَــــــــكْ

وَانْثَنَى الفَــــــــارِسُ مِنْ صَهْوَتِــــــــهِ

فَهَوَى الدَّمْعُ يُنَاجِـــــــي مَخْدَعَــــــــكْ

 طَــــــاشَ عَقْلِـــــي وَفُؤادِي ، وَجَثــى

كُلُّ مَا حَوْلِــــــــي يُحَاذِي مَوْضِعَـــــكْ

 أيُّ خَطْـــــــــــوٍ يا أبي يُسْعِفُنـــــي ؟

كَيْفَ لـــي في مَأتَمِي أنْ أَتْبَعَــــــــكْ ؟

حَمَلُوا الجُثَّـــــــــــةَ ، آهٍ أحْرُفــــــــي

لَنْ يُوَفِّي ما بِشِعْــــــــــرِي مَصْرَعَكْ

دَلَفَ الحِـــــبُّ إلى مَضْجَعِــــــــــــــهِ

لَيْتَني كُنْتُ حَبِيبي مَضْجَعَــــــــــــــكْ

أيُّها الموتُ المُنــــــــــــــــادي غِرَّةً

جِئْتَهُ في لَهْفَةٍ ، ما أسْرَعَـــــــــــكْ !

رَبِّي رُحمـــاكَ فَوَسِّــعْ قَبْـــــــــــــرَهُ

أنْتَ رَبِّي لَيْسَ لـــي أنْ أمْنَعَــــــــــكْ

وَتَغَمَّدْهُ بِفَيْـــــــــضٍ وَاسِــــــــــــــعٍ

أنْتَ يا اللهُ تَحـــوِي مُوْدَعَــــــــــــــكْ

وَقَفَ الحِبْرُ وَقَلْبِـــــــــي ، يا أبـــي :

لَسْتُ أدْرِي أيُّ أمْــــرٍ أفْزَعَـــــــــــكْ